ليتني … الاميرة مونيا بنيو

ليتني

بقلم: مونيا بنيو

ليتني

ليتني غازلت الشمس والوجود

وابتعدت بعد السماء عن الحظ السيء

المخضب بالدموع على الخدود

ليتني سافرت إلى مجرات اللامعقول

وارتديت لسنين طاقية الإخفاء

لما كنت التقيتك عند الحدود

وكرهت المصادفة من صدفك

ليتني رحلت يومها إلى جزر

المستحيل

ونمت لشهرين وسنتين وساعتين

ليتني ابتعدت كما يبتعد

الشتاء عن الصيف

والسماء عن الأرض

والشمال عن الجنوب

ورحلت وهاجرت كما تهاجر الطيور

إلى أبعد نقطة دون خوف

ليتني تعثرتُ بكل الكوارث

لأتأخر وأتأخر عشرات السنين

ليهرم الحلم ويضيع الشوق

وتنجلي الأحلام والشغف من المقل والوتين

ويضمحل وأضيع دون أن تغرق روحي

بروحك وأغرق كما يُغرق الطوفان

المدن والقرى

أيها اللعين

ليتني ابتعدت بعد الأرض

عن الشمس

لكنت تفاديت الوجع والأنين

ليتني كُنتُ فظة غليظة

وصرخت بوجهك في ذلك اليوم

ليتني كنت جنية بجناحين

أو حورية بحر؛ لا تعيش إلا في عمق البحر

يا عمري السجين

ليتني كنت أقل هشاشةً عند الاصطدام بك

أو كنت صخرة صلبة لا تلين

ليت أجزائي لم تتبعثر فيك

ولم ترحل إلى بريق عينيك

أتعلم كم من السعادة عشت

وكم من الأحلام تحققت وطرت فرحاً

وكم من الضحكات قد ضحكت

وكم من الوجع

وكم من الدموع تجنبت

لكن القدر اختارك واختارني

لأعرفك يومها

يا من نحرني بسكينك

وهذا جزاء سنمار

حكتها لي أمي منذ سنين

ولم أفهمها إلا على يديك الخائنتين

الاميرة مونيا بنيو

أضف تعليق