قصيدة نثرية(وصنعت من جداري سبيل)
..
.
داخل
قفصي الصدري
جدار
معلقة عليه
إطارات كثيرة
مذهّبة
بعناقيد من فرح
بينها
مسافات عمرية
بطول زمن
ظل طويلا يلازمني..
مساء أمس
عبرت
حدود ذاتي
لأستطلعه،
استوقفتني
بعضها
لضآلتها،
لملامحها الباهتة،
فهذا
إطار
لرفيق
كان ذات يوم
يحمل معي
وساوس الليل المموهة
وسط صحراء غربتنا
و حدودُ الكون
محاطةٌ
بأسلاك شائكة،
فأفلت
قبضته
من يدي
لتبتلعته
دوامة الحياة،
و إطار آخر
كل ماتبقى فيه
بؤرة ضوء صغيرة
تنير
لفسيلة
كانت تلهو
بحقل ميراثي
اجتزتها
يد
تبطش بالنكران،
وثالثهم
إطار
لشجرة لبلاب
تخترق جوانبه
تشبهني
وضئيل جدا
جوارها
وأقل من بعوضة
ينظر لي
باستعلاء،
وإطارات كثيرة
بقلوب فارغة
من النور
ترهب المحيطين بي
تلتهم المساحة الباقية
بذاكرتي.
فقفزت سريعا
أفرغت
حقيبة قادمي الصغيرة
من الوجوه الضاحكة لي
واستبدلت جميعها
بأشجار
قد أطعمتني
من ثمارها
بهجة النظر
إلى وجهي في المرآة
وصنعت
من جداري
سبيلا جديدا
يشرب منه
كل الأنقياء.
………..
عصام عبد المحسن
أمنيات بين الخيال والواقع .مملكة حروف على أعتاب الذاكرة ,, مدرسة النغم ,, 